عُرف العرب القدامى بتفضيلهم للمرأة السمينة وتغنّى شعراؤهم بالنساء الممتلئات، وبقي الحال كذلك حتى فترة ليست ببعيدة، عندما انتشر الوعي حول مخاطر البدانة وأصبحت المرأة النحيلة هي رمز الجمال فملأت صورها الصحف والمجلات.
وتحت هذا الضغط الإعلامي والاجتماعي، راجت عشرات أنواع الحميّات التي تهدف إلى تخسيس الوزن والمحافظة على الرشاقة عند الرجل و المرأة على حدٍّ سواء، وعمد البعض إلى الامتناع عن الطعام أو إهمال الوجبات بشكلٍ منتظم بهدف تخسيس الوزن بشكلٍ سريع، ولكن ما لم يعلمه هؤلاء هو أنّ هذا النظام الغذائي القاسي لا يساعد على تخسيس الوزن فحسب، وإنّما يؤدي إلى أمراضٍ خطيرة.
: "إنّ الامتناع عن الطعام لا يساعد في تخسيس الوزن لأنّ الجسم سرعان ما يكتسب الكيلوات التي خسرها بعدما يعود الفرد إلى نظام الأكل الذي اعتاده في حياته الطبيعية."
ان الامتناع عن الطعام، أوإهمال تناول إحدى الوجبات في اليوم، يؤدي إلى الشعور بالجوع الزائد، مما يحمل الفرد على الإفراط في الأكل وبالتالي على استعادة السعرات الحرارية التي كان قد خسرها.
والأهمّ من كل ذلك هو أنّ الإمتناع عن الطعام قد يؤدي إلى الغيبوبة. : "إنّ جسم الإنسان بحاجة إلى الطاقة، وهو يستخرجها عادةً من السعرات الحرارية الموجودة في الأطعمة.
ولكن عندما يحرم الفرد نفسه من الأكل، يضطر الجسم إلى استخدام الطاقة المخزنة في العضل، مما يساعد على إفراز المركبات الكيتونية في الدم ويؤثّر على نشاط الدماغ فيؤدي إلى حدوث ما يسمى ﺒ"غيبوبة السكر" والتي تنتج عن نقصان السكريات التي يحتاج إليها الدماغ للقيام بمهامه العضوية".
وتُظهر الإحصائيات إلى أنّ 48 بالمئة من الرجال و 59 بالمئة من النساء في معظم الدول العربية يعمدون إلى إهمال إحدى الوجبات الغذائية في اليوم بشكلٍ منتظم بهدف تخسيس الوزن. كما تؤكّد هذه الإحصائيات أنّ 59 بالمئة من الرجال و65 بالمئة من النساء في الدول العربية يتجنّبون المأكولات التي تحتوي على الدهنيات.
ان نظام التغذية المتوازن، هو الأمثل لتخسيس الوزن والمحافظة على الرشاقة، وبالتالي للحماية من الأمراض والأعراض النفسية التي قد ترافق مشاكل السمنة.
وإنّ نظام التغذية المتوازن يشتمل على جميع العناصر الغذائية الأساسية وهي: البروتينات والكربوهيدرات والدهنيات والفيتامينات والمعادن والماء. ويتحقق ذلك بتنويع مصادر الغذاء مع تخفيض كمية الأطعمة التي تحتوي على معدلٍ عالٍ من الدهنيات، وليس الامتناع التام عنها.
وفي هذا الصدد، يؤكّد التقرير الصادر عن لجنة التغذية الأميركية أنّه لا توجد أطعمة جيدة وأخرى سيئة، بل هناك أنظمة غذائية جيدة وأخرى سيئة، لذلك فلا حرج في تناول جميع أنواع الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على سعرات حرارية عالية ولكن باعتدال.
نصيحتي لكل من يريد تخسيس وزنه أو المحافظة على وزنٍ مثالي باعتماد التمرينات الخفيفة مثل المشي، مع ضرورة أن يتم ذلك بصورة منتظمة.
قبل أن نرفع الراية البيضاء للدهون ونستسلم لمزيد من الأكل والسمنة، ونعلن بكل أسف، إننا فشلنا فى الريجيم.. علينا أن نسأل أنفسنا أولاً عن ساعات النوم وانتظام الوجبات وأدوية الحساسية والنوم وقت الظهيرة.
فقد أوضحت دراسة ألمانية حديثة الأسباب الخفية وراء زيادة الوزن، وأكدت أن هناك عادات كثيرة تؤدى إلى زيادة الوزن بصورة مذهلة أهمها:
قلة ساعات النوم..
يصعب على أى إنسان أن يحافظ على رشاقته دون أن ينام عدداً كافياً من الساعات، تناسب حجمه ووزنه وتكوينه النفسى، وهو شئ لا يستطيع أن يحدده سواه..
وأغلب الأشخاص يعانون من خلل فى وظائف الجسم وبطء فى حركة حرق السعرات الحرارية فى حالة عدم حصولهم على ساعات نوم كافية.
الإمساك..
الإمساك أيضاً يعتبر سبباً مباشراً فى زيادة وزن الجسم، لأنه يتسبب فى سوء حالة الإنسان النفسية ودفعه للامتناع عن الأكل ثم الإقبال عليه بشكل مبالغ فيه بعد زواله، وهو الشىء الذى يربك حالة الانتظام التى يعيش عليها الجسم، والتى تعتبر أول عناصر الرشاقة.
النوم ظهراً..
يؤكد الدكتور حمدى سامى ناصر أن النوم ظهراً يعد من أسباب زيادة الوزن أحياناً، حيث يفقد الإنسان دفعة كبيرة من السعرات الحرارية ليستيقظ بعدها وهو فى حالة جوع، ليأكل وهو يعتقد أنه يعوض ما فقده بلا مشاكل، لكن الحقيقة أن نوم الظهيرة يشعر الإنسان إذا لم يكن معتاداً عليه بالجوع والتعب أكثر مما ينبغى.
أدوية الحساسية..
وأضاف الدكتور حمدى أن بعض أدوية الحساسية أيضاً والتى أصبحت فى متناول الكثيرين من الرجال والنساء هى الأخرى تساعد على زيادة الوزن وتعطيل حرق السعرات، وهو ما يجعل من المستحيل تقريباً القيام بعمل ريجيم ناجح فى ظل علاج مكثف للحساسية، لأن قليلاًُ جداً من الأشخاص لا يتأثرون بهذا النوع من الأعراض الجانبية.
التمرينات الرياضية..
يقول الدكتور ماهر إسكندر استشارى السمنة والنحافة إن التمرينات الرياضية على طريقة صدق أو لا تصدق، سبب من أسباب زيادة الوزن غير المحسوسة، وذلك عندما يمارسها الإنسان بشكل غير منتظم لأن بعض العضلات خاصة الصغيرة والضعيفة مثل عضلات الصدر والبطن والأرداف تعتاد سريعاً على التمرينات والحركة وتستجيب لها بحرق ما عليها من شحوم متراكمة، فإذا توقف الرجل أو المرأة عن أدائها فجأة وبدون مقدمات فإنها تكون أكثر قابلية لاستقبال الشحوم ويكون من الصعب إزالتها بعد العودة للتمرينات مرة أخرى