حديثه الشامل ومبدأه:
المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. لا يؤمن احدكم حتى يحب لنفسه ما يحب لاخيه. ما بات مؤمنا من بات شبعانا وجاره جائع. من غشنا ليس منا. ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذئ.
وجهه وشخصه:
كان باسما سمحا طلق الوجه، ما كان متجهما ولا عابسا، يقول: تبسمك في وجه اخيك صدقة. قال عنه ربه: ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك. ما كان فظا ولا غليظا.
مع النساء:
خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء، يسميها باسم الدلع تحببا. نصف الدين عند إمراة، والرجال فيهم ابو بكر وعمر وعثمان ومعاذ وسعد وابن عباس وغيرهم. يعني إمراة باكثر من الف رجل، الف من افضل الصحابة وافقههم واعلمهم! كان يلاعب ازواجه، يتسابق معهن في الطريق: يجرون مرحا ولعبا ورياضة ومشاركة حبيبة الى النفس. قال: خيركم خيركم لاهله. لم يقل خيركم اكثركم عبادة ولا قال اعلاكم صوتا بالهتاف الا اله الا الله، كلا، خيركم خيركم لاهله. كان هناك ما يشبه الفرق الفنية الزائرة، واين؟ في المسجد النبوي: الحبش يلعبون بالحراب والسيوف (ما يشبه بعض رقصات الهدندوة التقليدية اليوم) وكانت السيدة عائشة تتفرج عليهم. لم يقل ان الحفل يجب ان ينتهي الساعة كم او ان النساء يمتنعن! وقال في خطبة الوداع في اخر وصية له لامته وللبشر اجمعين من بعده: استوصوا بالنساء خيرا، وقال الجنة تحت اقدام الامهات. وقال للسائل عن احق الناس بحسن صحابته: أمك ثم امك ثم امك، ولولا ان الرجل كان لايوقا لما ذكر سواها. ولم يضرب نساءه ولا عماله قط، ولم يشتم قط، ولم يرفع صوته قط.
مع اهل الكتاب:
قال: من آذي ذميا فقد اذاني، وانا خصيمه يوم القيامة. مات ودرعه مرهونة ليهودي، اي انه كان يتاجر مع هذا الكتابي ويستدين منه، وبين التجار المسلمون: عثمان والزبير وابن عوف. كان اول من استشاره حين نزلت الدعوة: راهب نصراني هو ورقة بن نوفل. كان اول من استنجد به ليأوي المسلمين هو ملك الحبشة النصراني النجاشي. كان يحسن لجاره اليهودي المريض، والذي كان يؤذي النبي فيما مضى، حتى استغرب اليهودي ولم يكن يتوقع من النبي الا الاهمال انتقاما من اذاه. ونزلت عليه: وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، متحدثا عن الروم النصاري.
مع الدنيا:
مات وما عنده غير ذلك الدرع المرهون، وهو ملك اكبر امبراطورية في جزيرة العرب وما جاورها، ونبي مرسل، عاش وهو يقول: مالي وللدنيا، ان انا الا مثل رجل اراح راحلته بظل شجرة، وكان يقول اللهم امتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين. كانت تمر الايام ولا توقد في بيته نار، ليس لهم طعام الا الاسودين: التمر والماء.
مع المذنبين والمجرمين:
لم يرو عنه انه كان يحمل سوطا او سيفا يطوف به على الاسواق لحفظ النظام العام. وكان النظام العام مختلا حقا. لكنه كان مربيا ذا حكمة، لا ذا سطوة وسوط وعنف وقهر. قال لرجل ارتكب جرما يستحق الرجم، وجاء معترفا: ألم تصلِّ معنا؟ قال نعم. قال: فان الحسنات يذهبن السيئات. واتجه بوجهه جهة اخري حين جاءه رجل ليعترف بذنب ارتكبه. وقال لاخر جاء يبلغ عن مذنب آخر: فهلا سترت اخاك؟ وقال للناس: والله لو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم.
واستثني من كل ذلك: حقوق الناس والمظالم. وشدد على الحكام الظلمة، وتوعدهم بالويل وعظائم الامور، وهدد من غل بانه سيات بما غل يوم القيامة، وتوعد خائني امانات الامة، وعلى دربه سار الصحابة الذين قالوا للراشد الاول: نقومك بسيوفنا، ولم ينكر ذلك، وقال الراشد الثاني: لو عثرت بغلة في العراق لخشيت ان يسالني الله لم لم اعبد لها الطريق. وقال عن حاكم زعم انه أهدي اليه: هلا جلست في بيت ابيك وامك لتنظر ايهدي اليك ام لا؟!!
مع الله والعبادة والدين:
كان معتدلا في كل شئ. ما خير بين امرين الا اختار ايسرهما، وقال الدين يسر، وما شاد الدين احد الا غلبه، وحذر من الغلو، حتى في العبادة الشخصية. وقال للذين قالوا نصوم ولا نفطر ونصلي ولا ننوم ولا نتزوج. قال لهم : الا انني لاصلي وانوم واصوم وافطر واتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني. وحبب الناس في ربهم، وقال لهم ان الله احن بالعبد من امه وابيه وارحم منهما، ورحمته وسعت كل شئ وكل ذنب، حتى قال بعض الصحابة انهم ان بشروا الناس بذلك تواكلوا وتركوا العمل.
مع العلم:
قال: الحكمة ضالة المؤمن اني وجدها فهو اولي بها. وقال اطلبوا العلم ولو في الصين، وما ابعدها حينئذ وحتى اليوم! وقال أنتم ادري بشئون دنياكم. وقال طلب العلم فريضة!! تخيل انها فريضة عليك مثل الصلاة والصوم ان تذهب لتبحث عن المعلومة في كتاب او اي مصدر بدلا ان تقطع الكلامات من راسك وهو فارغ!
صلي الله عليه وسلم، وألهمنا اتباع سنته ونهجه
الإثنين أغسطس 27, 2007 3:14 am